من أسس الشمول :
ولهذا يكون القرآن كاملا في تبليغه إشارات الله لنا، كما تكون السنة كاملة فيما يجب أن يشير الرسول به لتبقى بعد ذلك الحرية كاملة لعلماء الأمة ليس في التفسير والتحليل والشرح فقط، بل وكذلك في التعمق والبحث عن أسرار هذا الدين ،مما جعل الكتاب الوحيد الذي ولد ملايين الكتب هو قرآننا الكريم ..فالرسول صلى الله عليه وسلم تكلم لنا من معراجه لما وراء سدرة المنتهى حتى آداب دخول المسلم للخلاء ..ولهذا فإن الإسلام أسلوب حياة كامل ـ للإنسان كعبد لربه ـ من أهم غاياته :
ــ الحفاظ على فطرة هذا الإنسان
ــ طهارة جسمه وقلبه وروحه
ــ بناء فكره ومجتمعه
ــ تكريمه دنيا وبرزخا وآخرة ما أسلم لله
وهذا لن يتم لدين لايحيط بكل مناحي الحياة الإنسانية ..وتلك خاصية من خصائص الإسلام وهي الشمولية والتي تعني الإحاطة بكل صغيرة وكبيرة تهم الإنسان في حياته وبذلك يكون الإسلام دينا يسعى
ــ للحفاظ على الإنسان
ــ للحفاظ على المجتمعات والشعوب
ــ للحفاظ على كل التوزنات الكونية
وبذلك شمل :
ــ مواضيع تتعلق بعبادة الإنسان لربه
ــ مواضيع تتعلق بتعبيد المجتمعات لله
ــ مواضيع تهم العلاقات بين الناس والمجتمعات
ــ مواضيع تشير للكون وآلائه
وبذلك غاص علماء الإسلام حتى تكلم الراسخون في علومه عن ما فوق العرش كالقلم واللوح المحفوظ والحقيقة المحمدية والعماء ليتكلم الفقهاء عن آلاف المواضيع حتى يتكلم المختصون عن حكم الإسلام في اختصاصهم لحد الكلام عن علوم القيامة حتى الحديث عن التربية الجنسية في الإسلام .
فالإسلام إذن أسلوب حياة كامل شامل..وكل حركة باسمه يجب أن تسعى لهذا الشمول وإن كانت مختصة فمن الواجب أن تربط اختصاصها بهذا ،وإلا كانت جل اجتهاداتها ظرفية وغير علمية بالمعنى الموسوعاتي للكلمة ..وما دامت كل المواضيع اليوم إلا وتتكون من مجموعات ترتبط بعلم معين فإن هذا سهل مهمة الباحثين لتقصي مدى صحة اجتهاداتهم وذلك بــ :
ــ التطلع على آراء السلف فيه
ــ التطلع على مستجدات الخلف
ــ ربطه بعلمه أو علومه
وبهذا يكون حقا اجتهادا علميا، وإلا لن يعدو بأن يكون رأيا أحاديا يستعين بع العالم الباحث حقا للوصول إلى لم الموضوع في علميته، وهذا يلزم الحذر من :
ـــ التفصيل الممل الذي يخفي شمولية الموضوع
ـــ الإجمال الطاغي الذي يضيع أهم المعاني الواجبة للشرح
وهذا يجعل الصفات التي صنفها الفقهاء سلفا في المجتهد غير كافية ـ وربما غير ضرورية كلها ـ للبحث في كثير من المواضيع وخصوصا تلك التي تتطلب الإختصاص ..أو تسعى للشمول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق